إسدال الستار على فعاليات الملتقى الدولي الأوّل حول إستراتيجية القراءة بين مقصدية النصّ وثقافة القارئ

إعداد الأستاذ :مهيدي منصور

والدافع إلى اختيار هذا الموضوع (القراءة) كان لأسباب وعوامل عديدة منها: كون القراءة نشاط حجاجي متعدّد الوجوه تكشفه زئبقية اللغة ،وكذا العلاقة بين صاحب النص (المرسل) وقارئه (المتلقي) علاقة غير متوازنة البتّة ، زيادة على ذلك اختلاف القُرّاء في مشروعية القراءة ومرجعياتها المختلفة ، ضف إلى ذلك العوامل الخارجية عن النص والتي تنعكس أثارها على موقف القارئ والأحكام المسبقة ،وكذا اختلاف نظرة الجماعات الثقافية والفكرية التي يمثلها القارئ إلى الحياة والكون وما وراء الكون.
وقد سار الملتقى على خطّة ضمّت المحاور التالية :
المحور الأول:الممارسة القرائية في التراث(الفرق- المذاهب النقدية)
المحور الثاني:إستراتيجية التأويل عند المستشرقين
المحور الثالث:إشكالية الخطاب الصوفي
المحور الرابع:القراءة والتأويل الأدبي وقضاياه

عرف الملتقى الذي دام يومي 23/24 أفريل مشاركة قوية من قبل الأساتذة والدكاترة المشاركين الذين حلّوا بعاصمة الدولة الرستمية من كلّ جامعات هذا الوطن الحبيب، والذي يقدّر عددهم بـ 80 مشاركا ، كلهم أدلوا بمداخلاتهم التي كانوا يتناوبون عن إلقائها بين الجلسات والورشات المنظّمة .
وقد أشرف على افتتاح هذا الملتقى كل من مدير الجامعة الأستاذ الدكتور خلادي مدربل ونائبه لطيقي أحمد اللذان بدورهما أشادا بدور المخبر و بالتنظيم المحكم لمثل هذه الملتقيات العلمية بجامعة ابن خلدون ،والتي جاءت متزامنة مع شهر العلم ، لتحال الكلمة بعد ذلك إلى مدير المخبر عرابي أحمد الذي رحّب في مستهل كلمته بالضيوف والمشاركين والطلبة ،ثم انتقل إلى إبراز أهمية هذا الملتقى و أهدافه ،شارحا ومفصلا دور القراءة في توجيه النصّ ، وأهميتها في التواصل والتماسك بين ثتائيات (الحاضر والغائب) (الماضي والحاضر) (الانغلاق والانفتاح)، و في ختام كلمته تقدّم بالشكر الخالص إلى السيد مدير الجامعة على رعايته لهذا الملتقى ،وثمّن بدوره الدعم الكافي الذي قدّمه عميد كلية اللغات و الآداب الدكتور بن شريف محمد لإنجاح فعاليات هذا الملتقى .
ومن الأهداف المرجوة من هذا الملتقى ،إعادة قراءة التراث العربي القديم ومحاولة ترجمته ، وتوظيف أشغال الملتقى في توجيه طلبة الماجستير والدكتوراه من أجل اختيارها كمواضيع رسالات التخرج ،وكذا تكليف فرق للترجمة بالمخبر لتطوير حركة الترجمة والاهتمام بموضوع الملتقى ، ومحاولة ترجمته من اللغة العربية إلى لغات أخرى والعكس بغية التواصل الثقافي والحضاري والفكري ،وركّز أعضاء المخبر على دعوة الشخصيات الوطنية والدولية للمشاركة في إنجاز بحوث ومؤلفات حول موضوع الملتقى (إستراتيجية القراءة)،وإبرام اتفاقيات مع المخابر الوطنية والدولية التي لها نفس التوجّه والاهتمام .
و تجدر الإشارة إلى أنّ الملتقى مرّ في أجواء تنظيمية رائعة ،وهذا ما لمسناه من جلّ المشاركين في الملتقى على مستوى الإقامة والنقل والإطعام وتوقيت المداخلات ، والشيء الملفت للانتباه وهو الحضور المكثّف للطلبة على غرار الملتقيات السابقة،و كان الحضور على موعد مع الشاعر والأكاديمي لخضر بن بركة الذي عرّج بخياله فوق بساط الريح التى كان يعانقها حينا ويدسها في جيبه حينا أخر.
وفي الأخير أسفر الملتقى على بيان ختامي ألقاه الأستاذ درويش أحمد ،رفعت فيه عدّة توصيات ومن بينها إعادة تنظيم الملتقى في كلّ سنة ،مع تكثيف المشاركات الدولية ,وتوجيه الأساتذة والدكاترة أعضاء المخبر للكتابة حول موضوع الملتقى للسنة القادمة من (مقالات،مؤلفات،مطبوعات، مخطوطات)،وكذا طبع كل أشغال الملتقى في مجلة المخبر المحكّمة ،مع إنشاء موقع الكتروني خاص بالمخبر ،وكما أكد أعضاء المخبر على ضرورة تفعيل تقنية السمعي البصري في توثيق وتغطية الطبعات القادمة للملتقى .